فصل: (سورة هود: آية 47)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة هود: آية 45]

{وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (45)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (نادى نوح ربّه) مثل نادى نوح ابنه، (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و(الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ابني) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و(الياء) مضاف إليه (من أهل) جارّ ومجرور بخبر إنّ و(الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ وعدك) مثل إنّ ابني، والفتحة ظاهرة (الحقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحكم) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء جملة: {نادى نوح...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال...} لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى وهو عطف تفسير أو تفصيل.
وجملة: {ربّ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ ابني من أهلي} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إنّ وعدك الحقّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {أنت أحكم الحاكمين} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.

.الفوائد:

هل كنعان الغريق ابن نوح؟
أكثر المفسرين أنه ابن نوح من صلبه وهذا هو القول الصحيح. وما سوى ذلك فهو باطل. وقد نقل الجمهور ما صح عن ابن عباس أنه قال: ما بغت (ما زنت) امرأة نبي قط. ونص تعالى بقوله: {وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ} كما ناداه أبوه بقوله: {يا بني اركب معنا}. وقال المفسرون: إذا كفرت زوجة النبي فهذا لا يعيبه ولا يمس شرفه، أما الزنى فإنه معيب ولا يجوز أن يقع من زوجة نبي قط، كما ورد عن ابن عباس والذي يظهر لي واللّه أعلم أن قوله تعالى: {إنه ليس من أهلك} أي أنه باختياره الكفر قد انقطعت القرابة المعنوية بينه وبين أبيه، لأن الإيمان هو الرابط الأساسي والقرابة الحق.

.[سورة هود: آية 46]

{قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (46)}

.الإعراب:

{قال يا نوح} مرّ إعرابها، {إنّ} حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و{الهاء} ضمير في محلّ نصب اسم إن {ليس} فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو {من أهلك} مثل من أهلي متعلّق بخبر ليس {إنّه} مثل الأول {عمل} خبر إنّ مرفوع على حذف مضاف أي ذو عمل {غير} نعت لعمل مرفوع {صالح} مضاف إليه مجرور {الفاء} رابطة لجواب شرط مقدّر {لا} ناهية حازمة {تسألن} مضارع مجزوم.. و{النون} للوقاية و{الياء} المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان {ليس} مثل الأول {اللام} حرف جرّ و{الكاف} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم {به} مثل لك متعلق بحال من {علم} وهو اسم لبس مؤخّر مرفوع {إنّي} مثل إنّه {أعظ} مضارع مرفوع، والفاعل أنا و{الكاف} ضمير مفعول به {أن} حرف مصدريّ {تكون} مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنت {من الجاهلين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.
والمصدر المؤوّل {أن تكون} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من متعلّق بـ {أعظك} بمعنى أنهاك.
جملة: {قال...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا نوح...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّه ليس من أهلك} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ليس من أهلك} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّه عمل...} لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: {لا تسألن...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: أي إن جاءك علم هذا فلا تسألني...
وجملة: {ليس لك به علم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {إنّي أعظك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أعظك...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {تكون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

.الفوائد:

عصمة الأنبياء:
استدل بهذه الآيات من لا يرى عصمة الأنبياء، بأن قوله تعالى: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ} المراد منه السؤال، وهو محظور، فلهذا نهاه عنه بقوله: {فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، وقوله سبحانه وتعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ} يدل على أن ذلك السؤال كان جهلا، ففيه زجر وتهديد، وطلب المغفرة والرحمة له يدل على صدور الذنب. والجواب أن اللّه عز وجل كان قد وعد نوحا عليه الصلاة والسلام بأن ينجيه وأهله، فأخذ نوح ظاهر اللفظ واتبع التأويل بمقتضى الظاهر، ولم يعلم ما غاب عنه ولم يشك في وعد اللّه سبحانه وتعالى، فأقدم على هذا السؤال لهذا السبب، فعاتبه اللّه عز وجل على سؤاله ما ليس له به علم، وبين له أنه ليس من أهله الذين وعده بنجاتهم، لكفره وعمله الذي هو غير صالح، وأعلمه اللّه سبحانه وتعالى أنه مغرقه مع الذين ظلموا، ونهاه عن مخاطبته فيهم، فأشفق نوح من إقدامه على سؤال ربه، فيما لم يؤذن له فيه وخاف من ذلك الهلاك فلجأ إلى ربه عز وجل، وخشع له وعاذ به، وسأله المغفرة والرحمة، لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وليس في الآية ما يقتضي صدور ذنب ومعصية من نوح عليه الصلاة والسلام سوى تأويله وإقدامه على سؤال ما لم يؤذن له فيه، وهذا ليس بذنب ولا معصية. ويقال في هذه الحادثة ما قيل في فداء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم لأسرى بدر، واللّه أعلم.
2- حذف الياء تخفيفا:
ورد في القرآن الكريم حذف الياء من بعض الأسماء والأفعال دون سبب نحوي يقتضي ذلك، وقال النحويون بأن سبب حذفها هو التخفيف، وأثناء الإعراب نعتبرها موجودة ونعربها، وقد وردت في هذه الآية في قوله تعالى: {فلا تسألن}: أصلها فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وورد في سورة الكهف قوله تعالى: {ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ} أي نبغي، وورد أيضا في موضع آخر من القرآن الكريم: {وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، وورد في الآية السابقة {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} أي (ربي) وهذه سمة لكلام اللّه عز وجل تميزه عن كلام البشر، وحذف الياء فيه مغزى وحكمة وتناسق وانسجام للنغم الموسيقي المتآلف في القرآن الكريم، وفيه لفتة إلى بعض المعاني اللطيفة. ففي قوله تعالى مثلا: {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} فيه لفتة إلى قرب اللّه عز وجل من العبد واستجابته له قبل أن يتم كلمة (ربي). واللّه أعلم.

.[سورة هود: آية 47]

{قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (47)}

.الإعراب:

{قال ربّ} مر إعرابها، {إنّي} مثل إنّه، {أعوذ} مثل أعظ، {الباء} حرف جرّ و{الكاف} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أعوذ}، {أن} حرف مصدريّ ونصب {أسأل} مضارع منصوب، والفاعل أنا و{الكاف} ضمير مفعول به {ما ليس لي به علم} مثل ما ليس لك به علم.
والمصدر المؤوّل {أن أسألك..} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن أسألك.. متعلّق بـ {أعوذ}.
{الواو} عاطفة {إنّ} حرف شرط جازم {لا} نافية {تغفر} مضارع مجزوم، والفاعل أنت {لي} مثل لك، متعلّق بـ {تغفر}، {الواو} عاطفة {ترحم} مضارع مجزوم معطوف على {تغفر}، و{النون} للوقاية و{الياء} ضمير مفعول به، والفاعل أنت {أكن} مضارع ناقص مجزوم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره: أنا {من الخاسرين} جارّ ومجرور خبر أكن.
جملة: {قال...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّي أعوذ...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أعوذ...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أسألك...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {ليس لي به علم} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {إلّا تغفر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {ترحمني...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تغفر.
وجملة: {أكن من الخاسرين} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

.[سورة هود: آية 48]

{قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (48)}

.الإعراب:

{قيل} ماض مبنيّ للمجهول {يا نوح} مرّ إعرابها، {اهبط} فعل أمر، والفاعل أنت {بسلام} جار ومجرور حال من فاعل اهبط {من} حرف جرّ و{نا} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلام، {الواو} عاطفة {بركات} معطوف على سلام مجرور {على} حرف جرّ و{الكاف} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لبركات، {الواو} عاطفة {على أمم} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات- أو ببركات- فهو معطوف على المجرور الأول بإعادة الجار {من} حرف جرّ {من} اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأمم {مع} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و{الكاف} مضاف إليه {الواو} استئنافيّة {أمم} مبتدأ مرفوع.. خبره محذوف أي: من ذرّيتك أمم {السين} حرف استقبال {نمتع} مضارع مرفوع و{هم} ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم {ثمّ} حرف عطف {يمسّهم} مثل نمتّعهم {منّا} مثل الأول متعلّق بحال من {عذاب} وهو فاعل يمسّهم مرفوع {أليم} نعت لعذاب مرفوع.
جملة: {قيل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا نوح...} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {اهبط بسلام} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {من ذرّيتك أمم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سنمتّعهم} في محلّ رفع نعت لأمم.
وجملة: {يمسّهم منّا عذاب...} في محلّ رفع معطوفة على جملة سنمتّعهم.

.[سورة هود: آية 49]

{تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}

.الإعراب:

{تلك} اسم إشارة مبني على السكون الظاهرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، و{اللام} للبعد، و{الكاف} للخطاب {من أنباء} جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ، {الغيب} مضاف إليه مجرور {نوحي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل نحن للتعظيم و{ها} ضمير مفعول به {إلى} حرف جرّ و{الكاف} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {نوحيها}، {ما} نافية {كنت} فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه {تعلمها} مثل نوحيها والفاعل أنت ضمير مستتر {أنت} ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للفاعل {الواو} عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {قوم} معطوف على الضمير المستتر فاعل تعلم، مرفوع و{الكاف} مضاف إليه {من قبل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تعلمها}، {ها} حرف تنبيه {ذا} اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، {الفاء} استئنافيّة، {اصبر} فعل أمر، والفاعل أنت {إنّ العاقبة} حرف مشبّه بالفعل واسمه المنصوب {للمتّقين} جارّ ومجرور خبر إنّ.
جملة: {تلك من أنباء...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نوحيها...} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك.
وجملة: {ما كنت تعلمها} في محلّ رفع خبر ثالث.
وجملة: {تعلمها} في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: {اصبر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ العاقبة للمتّقين} لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة هود: آية 50]

{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُودًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (إلى عاد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره أرسلنا، (أخاهم) مفعول به للمحذوف منصوب وعلامة النصب الألف.. (وهم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) منصوب (قال) فعل ماض (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و(الياء) المحذوفة مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و(الواو) فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (غير) نعت لإله مرفوع تبعه محلّا و(الهاء) مضاف إليه (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (مفترون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: أرسلنا {إلى عاد...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم: أرسلنا نوحا.
وجملة: {قال...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يا قوم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اعبدوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ما لكم من إله غيره} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {إن أنتم إلّا مفترون} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.